مجرد نصائح لطلبة الجامعة

نصائح لطلبة الجامعة

هــي مُجرد نصائح للطلبة الذين سيحزمون حقائبهم للجامعة، مع حلول العام الدراسي القادم. مجرد نصائح، إن فعلوها سلموا، إن أغفلوا الطرف عنها سيلاقون المتاعب، ولن تسلم الجرّة كلّ مرة.
خذوها بروية، فالجامعة مجرد مسار حياة ثلاث أو أربع سنوات، وبعدها، ستخرجون للعالم بصدر مكشوف، وستتقاذفكم النكبات، وسترميكم الحياة بسهام الغذر.

أيها الطلبة الكـرام
وأنتم تلبسون أحذيتكم أول يوم تسجيل بالكلية، وتدهنون شعركم بالجيّل الرخيص، وتتأكدون من الوثائق المطلوبة للتقييد في ملف تحملونه تحت إبطكم، لا تغفوا أن "تزيروا السمطة" . وعدوا عدد الثقب الباقية على جلد السحاب، فلن تنهوا سنوات الجامعة، حتى تنهوا معها كا الثقب المثقوبة على ظهره.
حين تلجون الجامعة "طلبوا التسليم"، ليس من الأشباح، ولا من الأرواح الشريرة. بل من مسؤولين إداريين أشد إرهاباً، وفتكاً، وتخويفاً من الأشباح. فلن يمرّ العام، إلا وستجدون أنفسكم تقفون قبالة مكاتبهم تنتظرون حلا لمشاكلكم. فالكلية مُرادفة للمطبّات، والمشاكل، والسقّطات.. فإن كنت من النوع الذي يبكي عند المطبّ الأول.. فلا تذهب إليها. إبقى بجوار أمك لتجلب لها "الخميرة" من عند حانوتي الحيّ.
وأنت تقف في طابور طويل تنتظر دورك لوضع ملفك، لا تعتقد أن أي فتاة إبتسمت لك فهي تغريك. إنها فقط تغويك كي تسمح لها بدفع ملفها قبلك. فلا تكن حمارا وتسمح لها بذلك.
لا تغادر ما إن تمسك الوصل المختوم بختم الكلية، من يد الموظف الغاضب من كلّ شيئ. طفّ أرجالء الكلية، وعد عدد القاعات؟ وأنظر أعلى باب الطواليتات قبل الدخول، وإن لم تجد إشارة لأي جنس هي مخصصة؟ فلا عيّب إن سألت. فأن تسأل، خير من أن تدخل كالبغل وتجد نفسك قد ولجت مرحاض الإناث، و فكّها يا من وحلتيها.
لا تلبس قميصك "المدرح"، والسبرديلة التي إشترتها لك والدتك بمناسبة حصولك على الباكالوريا، وسروال جينزك المقطع من الرّكبْ، وتأتي للكلية بصدر منفوخ ظاناً نفسك "صعصع"،. ليس معناه أن تحني الرأس، لكن عليك ان تحترم المكان، ولو كنت تجهل تاريخها فاسأل.
إربط علاقة مع طالبة قبل أن يمضي شهر على تواجدها بالمدينة، فلو خالطت الأزقة، وعرفت طريق "لاكوط"، وأسماء "البيتزاريات"، ومحلات بيع المثلجات.. فها وجهي إلا شافت فيك. أنذاك ستجد نفسك مجرد "بتي طاكسي"، توصلها حيث شاءت، وفي نفسك تعتقد انك إقتربت منها، بينما هي تسخر من غبائك القروي، الذي جئت حاملاً إياه معك من الدوّار.
لا يمكنك أن تقول لي أنك مررت من الجامعة، دون أن تسكن الحيّ الجامعي. لا تخف، فهو ليس بالبشاعة التي يصفونه لك بها. مجرد بنايات ضيقة، وجوّ ليلي جميل، وطالبات يتكئن على "باريير" مبنى علوي، وجلبة تضخ في تلك البناية القديمة حياة من نوع خاص.
ستجد كل مساء، وأنت تغادر الكلية، طلبة يتحلقون أمام باب الكلية، أو وسط ساحة بداخلها. قف وإستمع، لن يعضوك، إنهم مجرد طلبة مثلك. الفرق، أنهم إستوعبوا أن لعبة الأقدار يتحكم فيها الكبار.
لا تعزم طالبة بدوية للعشاء، فهي ستجلب كل رفيقاتها في السكن قائلة لها أنك "فيكتيّم"... وإن فعلت، وهذا ما سيكون، لا تتظاهر بالغضب منها. بل إبتسم " حتى تبان لييك ضرسة العقل"، وأدخلهم لأرقى "ريسطورا" بالحي الذي تتواجدون به. كلّ وإشرب، وحدثهن عن الحبّ، والرومانسية، والسعادة، وأحلام مستغانمي، وغادة السمان.. ولما تشبع، تعلّل بأنك ستجري إتصالا هاتفيا، وما إن يلفظك الباب خارجاً.. أطلق ساقيك للريح.
أزل من بالك أن السيجارة هي رمز الرجولة بالكلية، وأن الطالبات ما إن يشاهدنك تحمل لفافة في يدك حتى سيرتمين في أحضانك. إنها مُجرد خزعبلات، حافظ على صدرك نقياً، فستحتاجه يوم يهجم "السيمي" على الكلية. فكم من طالب سقط أرضاً وإستسلم، فقط ، لأنه ما عاد في الصدر متسعاً للهواء..


ملتقيات طلابية لجميع المستويات : قانون و إقتصـاد

شارك هدا

Related Posts

التعليقات
0 التعليقات